مندائيات رافدينية … إِمرا وشِما

أسامة قيس مغشغش


يعد القول والسمع من سمات ابتهالات التبريك التي ترد في الصلوات الأكدية بصيغة “قابو وشمَو” وتتكرر بشكل واضح في صلوات تبريك الملوك أو في ابتهالات الاستغفار.
كذلك يؤمن المندائيون – وربما ينفردون بحفظ هذا التراث في أدبياتهم الى اليوم – بأن الإمرا والشِما (وتلفظ أيضاً بالدارج إيمرا وشيما) بمعنى القول والسمع هما إحدى الأمداد الخمس التي تمد الإنسان بالحيوية والطاقة والمدارك  المعرفية للخوض في تجربة الحياة الدنيا.
أما على صعيد التراث الشعبي  فمازال المندائيون يعتقدون بأن الإمرا والشِما هبة يتسم بها المصطفون الموحى إليهم بإلهام رباني ليصبحوا ذوي حظوة كبرى وتأثير روحاني مدرك.
هكذا درجت عادة المندائيين بإطلاق صفة الإمرا والشِما على رجال الدين الملهمين والذين يوصفون دينياً بالملوك، مما يعود بنا لنفس المفهوم في التراث الرافديني بإعتبار صفة الإمرا والشِما المندائية أو قابو وشمَو الأكدية هبات للملوك مرشدي الرعية.

أضف تعليق