الكرصة والرقمنة المندائية

Dihva Rabba and Mandaean Digitization

أسامة قيس مغشغش

https://www.facebook.com/sam.alsaadi.9

إتخذ المندائيون الأعداد كأول الوسائل لتجسيد معتقداتهم وتصوير الفكرة الدينية رمزاً وليس رسماً، وهو ما يقترب إلى حد ما مع المبدأ العام للتكنلوجيا الرقمية السائدة اليوم. فنجد أن العدد 360 يرمز إلى الكمال، والعدد 12 يرمز إلى الكيان المادي، والرقم سبعة يرمز إلى القدرة والسطوة، إلخ.
وتزداد تركيبة هذه الرموز العددية تعقيداً كلما زادت الفكرة التي ترمز لها تعمقاً في أسرار الكون والوجود المعقدة.
تتميز الكرصة بالـ 36 ساعة التي يحيي بها المندائيون ذكرى نشوء “مانا ربّا كبيرا”، أي العقل العظيم الشامل، أو بمعنى آخر ذكرى بدء الوجود ونشوء الكون.
العقل العظيم هو أول ما صدر عن الذات الإلهية وهو الأداة التي دبر وأوجد بها الحي الكون.
يشير ديوان الترسر إلى أن مناسبة العيد الكبير ترمز لإندماج أسرار الوجود ببعضها والتي نتج عنها الكون:
“وإفرش ليوما ربا اد نوروز، اد هو يوما اد رازي بهدادي مِتلَبشي، ونِطفتا مِنَيهون مزدَر”
بمعنى: أشرح لكم عن يوم نوروز الكبير الذي تلبّست فيه الأسرار ببعضها ومنهن النطفة غُرست.

إذاً، فالعدد 36 يرمز إلى الوجود ونشوء الكون في المعتقد المندائي وهذا ما نراه من خلال القراءة التالية:
العدد 36 هو ناتج جمع الأرقام الفردية: 1، 3، 5، 7 مع الأرقام الزوجية: 8،6،4،2. ويلاحظ أن جميع هذه الأرقام ترد في الأدبيات والطقسيات المندائية بمعانٍ ترمز بها الأرقام الفردية إلى العناصر الفعالة والأرقام الزوجية إلى العناصر المستقبلة للفعل، وأما رمزياتها فكما يرد في صورة رقم 1.

شرح الارقام

وبحساب التداخلات والعلاقات بين الأرقام 1 إلى 8 والتي تشير إلى تلبس أو إندماج الأسرار الخلقية ببعضها كما يشير النص المندائي فإننا نحصل على الرسم كما في صورة رقم 2 والذي يرمز إلى نظام الخلق والعقل الكوني.
كان هذا مدخلا إلى رمزية العدد في المندائية.

octad lightend.jpg

تعليق واحد

  1. تعقيب: فيثاغورس ومُعلمه الناصورائي الساحر – البُحوث المَندائية التأريخيّة

أضف تعليق